طلعت القضاة يكتب: القدس تجمعنا
الأرض، اللغة، الدين، معتقدات كانت تجمعنا،وتوارثتها الأجيال لعقود من الزمن، توراثناها في أدب الأدباء حيث سطرت حروفهم كتب ومقالات عن القومية العربية وبطولاتها على مدى سنين، وتغنت بها قصائد الشعراء والفنانيين حتى باتت اليوم مجرد كلمات في قواميس اللغة وذكريات نتغنى بها من حين إلى آخر، ولم تعد هناك لغة تجمعنا فعرب المشرق يتغنون بلغة العم سام وهو الذي رسم كامب ديفيد وفرق بيننا بحدود زائفة ومزّق جسد الأمة، وهناك عند عرب الغرب طغت على حديثهم لغة الفن والأدب، كما يحلو لهم تسميتها فعلت الفرنسية بدلاً من لغة الضاد، فلا لغة عادت تجمعنا، والأرض أصبحنا نتنازع عليها، وفي الدين الذي هو عامود عزّتنا فرقنا ولائنا وأنتمائنا إليه بسعينا وراء التفرقة، هذه سنّي وهذا شيعي، وهذا وهبي والقائمة تطول.
وفي ظل هذا كله وفي ظل ما نعاني من تفرقة وتمزق، بقيت لنا بقعة واحدة ترنوا إليها العيون وتهفو إليها القلوب وهي راضخة تحت احتلال الكيان البائس، عيوننا ترحل كل يوم إليها ورغم اختلافنا وخلافنا نتفق جميعاً بكافة مذاهبنا أن لها قدسية في قلوبنا وأفئدتنا، لم يعد من مكان يجمعنا إلا هي، أنها المدينة المقدسة هي وحدها من يجمعنا الآن.
القدس تجمعنا، نعم هي القدس وحدها من يجمعنا وهي وحدها ما يجب أن نحافظ عليه ونعيده إلينا ، علّنا من بعد تحريرها أن نتحرر ونجتمع من جديد ونعيد مجداً للأمة بات وراء الزمن.